قد يواجه الكثير من الأشخاص صعوبات في التعامل مع الأم والأب بشكل سليم، ولذلك سأقدم لك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل معهما بطريقة صحيحة.

 الأم والأب هما أهم شخصيات في حياة أي شخص، فهما من يعلماننا الكثير من الأشياء ويساعداننا في تحقيق أهدافنا وتطوير مهاراتنا. ومع ذلك، قد يواجه الكثير من الأشخاص صعوبات في التعامل مع الأم والأب بشكل سليم، ولذلك سأقدم لك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل معهما بطريقة صحيحة.


1. الاحترام والتقدير:

أول خطوة في التعامل مع الأم والأب بشكل صحيح هي الاحترام والتقدير. يجب على الأبناء أن يعرفوا قيمة الأبوين ويظهروا لهم الاحترام والتقدير الذي يستحقونه. يمكن الاحتفال بأعياد الميلاد والأعياد الوطنية والمناسبات الخاصة الأخرى كطريقة لإظهار التقدير.

2. الصراحة والصبر:

يجب على الأبناء أن يبقوا صريحين مع الأم والأب، وأن يتحدثوا معهم بصراحة وصدق حول مشاكلهم ومخاوفهم. ومع ذلك، يجب أن يبقوا صبورين ويتحلوا بالتفاهم والتسامح، كما يجب عليهم أن يستمعوا إلى الآراء والمشورة التي يقدمها الأبوين.

3. الاتصال الدوري:

يجب على الأبناء أن يحافظوا على الاتصال الدوري مع الأم والأب، سواء كان عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الزيارات الشخصية. يمكن أن يساعد هذا الاتصال الدوري على تعزيز العلاقة بين الأبناء والأبوين.

4. التفاني والإهتمام:

يجب على الأبناء أن يظهروا التفاني والإهتمام بحياة الأم والأب، وأن يساعدوهم في أداء المهام اليومية والتي من شأنها تخفيف العبء عن الأبوين. ويمكن للأبناء أن يعبروا عن اهتمامهم بالأبوين من خلال تقديم هدايا أو الاهتمام بأحوالهم الصحية أو النفسية.

5. تحديد حدود واضحة:

يجب على الأبناء أن يحددوا حدودًا واضحة في التعامل مع الأم والأب، وأن يحترموا خصوصياتهم ومساحاتهم الشخصية. يمكن تحديد الحدود بشكل واضح من خلال الحوار والتواصل المستمر.

6. الاستشارة في القرارات الهامة:

يجب على الأبناء أن يستشيروا الأم والأب في القرارات الهامة التي تؤثر على حياتهم، كما يجب عليهم أن يستمعوا إلى نصائحهم ومشورتهم. ومع ذلك، يجب على الأبناء أن يأخذوا القرارات النهائية بناءً على تقييمهم الشخصي للوضع.

7. الاحتفاظ بالعلاقة الإيجابية:

يجب على الأبناء أن يحافظوا على العلاقة الإيجابية مع الأم والأب، وأن يتجنبوا النزاعات الزائدة أو الخلافات العائلية الكبيرة. ويجب عليهم أن يتذكروا دائماً أن الأم والأب هما أشخاص مهمين في حياتهم، وأنهما يستحقان الاحترام والتقدير.


الأدب مع الوالدين وصيَّة رب العالمين:

أمَرنا الله تعالى في كتابه العزيز بالإحسان إلى الوالدين.

(1) قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36].

(2) قال سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 - 25].

قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]؛ أي: ليِّنًا طيِّبًا حسنًا بتأدُّبٍ وتوقيرٍ وتعظيمٍ؛ (تفسير ابن كثير - جـ 5 - صـ 64).

(3) وقال سبحانه: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ﴾ [العنكبوت: 8].

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: أمَر الله تعالى عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحثِّ على التمسُّك بتوحيده؛ فإن الوالدينِ هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان؛ فالوالد بالإنفاق، والوالدة بالإشفاق؛ (تفسير ابن كثير - جـ 6 - صـ 238).

نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يحثُّنا على الأدب مع الوالدين:

(1) روى الشيخانِ عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة على ميقاتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((ثم بِرُّ الوالدينِ))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))؛ (البخاري - حديث 527 / مسلم - حديث 85).

(2) روى أبو داود عن أبي سعيدٍ الخدري: أن رجلًا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمَن، فقال: ((هل لك أحدٌ باليمن؟))، قال: أبواي، قال: ((أذِنا لك؟))، قال: لا، قال: ((ارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذِنا لك فجاهد، وإلا فبَرَّهما))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني - حديث 2207).

(3) روى ابن ماجه عن جابر بن عبدالله: أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي مالًا وولدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح (يأخذ) مالي، فقال: ((أنت ومالُكَ لأبيك))؛ (حديث صحيح) (صحيح ابن ماجه للألباني حديث: 1855).




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا يكره السحر والجن والحسد والعين التمر؟ شاهد طرق الوقاية وماذا يفعل التمر!